واحتج الطبري، ومكي لهذا القول; بأن عمر رضي الله عنه قرأ سورة مريم، فسجد ثم قال: هذا السجود، فأين البكي؟ يعني: البكاء.
قال * ع *: ويحتمل أن يريد عمر رضي الله عنه فأين الباكون؟ وهذا الذي ذكروه عن عمر، ذكره أبو حاتم، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى: * (فخلف من بعدهم خلف...) * الآية، الخلف، - [بسكون] اللام - مستعمل إذا كان الآتي مذموما; هذا مشهور كلام العرب، والمراد بالخلف: من كفر وعصى بعد من بني إسرائيل، ثم يتناول معنى الآية من سواهم إلى يوم القيامة، وإضاعة الصلاة بتركها وبجحدها، وبإضاعة أوقاتها.
وروى أبو داود الطيالسي في " مسنده " بسنده عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أحسن الرجل الصلاة، فأتم ركوعها، وسجودها، قالت الصلاة:
حفظك الله; كما حفظتني: وترفع، وإذا أساء الصلاة; فلم يتم ركوعها، ولا سجودها، قالت الصلاة: ضيعك الله; كما ضيعتني، وتلف كما يلف الثوب الخلق، فيضرب بها وجهه ". انتهى من " التذكرة "، والشهوات: عموم، وألغي: الخسران; قاله ابن زيد.