تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥١٤
وقوله سبحانه: (ذلك من آيات الله) الإشارة إلى الأمر بجملته.
وقوله سبحانه: (ونقلبهم ذات اليمين...) الآية: ذكر بعض المفسرين أن تقليبهم إنما كان حفظا من الأرض، وروي عن ابن عباس، أنه قال لو مستهم الشمس، لأحرقتهم، ولولا التقليب، لأكلتهم الأرض، وظاهر كلام المفسرين أن التقليب كان بأمر الله وفعل ملائكته، ويحتمل أن يكون ذلك بإقدار الله إياهم على ذلك، وهم في غمرة النوم.
وقوله: (وكلبهم): أكثر المفسرين على أنه كلب حقيقة.
قال * ع *: وحدثني أبي رحمه الله قال: سمعت أبا الفضل بن الجوهري في جامع مصر يقول على منبر وعظه سنة تسع وستين وأربعمائة: من أحب أهل الخير، نال من بركتهم، كلب أحب أهل الفضل، وصحبهم، فذكره الله في محكم تنزيله.
و " الوصيد " العتبة التي لباب الكهف أو موضعها إن لم تكن، وقال ابن عباس:
" الوصيد " الباب والأول أصح، والباب الموصد هو المغلق، ثم ذكر سبحانه ما حفهم به من الرعب، واكتنفهم من الهيبة، حفظا منه سبحانه لهم، فقال: (لو اطلعت عليهم...) الآية.
وقوله سبحانه: (وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم) الإشارة ب‍ " ذلك " إلى الأمر الذي ذكره الله في جهتهم، والعبرة التي فعلها فيهم، " والبعث ": التحريك عن سكون، واللام في قوله: (ليتساءلوا) لام الصيرورة، وقول القائل: (كم لبثتم) يقتضي أنه هجس في خاطره
(٥١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 519 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة