تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٧٤
فقال ولده بدر الدين: أي سواء كان مذكرا أو مؤنثا، وأكثر ما يستعمل فيمن يعقل، وقد يجيء / لغيره، كقوله: [الكامل] ذم المنازل بعد منزلة اللوى * والعيش بعد أولئك الأيام وقد حكى * ع *: البيت، وقال: الرواية فيه " الأقوام "، والله أعلم انتهى.
والضمير في (عنه) يعود على ما ليس للإنسان به علم، ويكون المعنى: إن الله تعالى يسأل سمع الإنسان وبصره وفؤاده عما قال مما لا علم له به، فيقع تكذيبه من جوارحه، وتلك غاية الخزي، ويحتمل أن يعود على (كل) التي هي السمع والبصر والفؤاد، والمعنى: إن الله تعالى يسأل الإنسان عما حواه سمعه وبصره وفؤاده.
قال صاحب " الكلم الفارقية ": لا تدع جدول سمعك يجري في أجاج الباطل، فيلهب باطنك بناء الحرص على العاجل، السمع قمع تغور فيه المعاني المسموعة إلى قرار وعاء القلب، فإن كانت شريفة لطيفة، شرفته ولطفته وهذبته وزكته، وإن كانت رذيلة دنية، رذلته وخبثته، وكذلك البصر منفذ من منافذ القلب، فالحواس الخمس كالجداول والرواضع
(٤٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة