تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٧٩
وقوله: (بحمده) قال ابن جبير: إن جميع العالمين يقومون، وهم يحمدون الله ويمجدونه، لما يظهر لهم من قدرته * ص *: أبو البقاء (بحمده) أي: حامدين، وقيل: (بحمده) من قول الرسول، أي: وذلك بحمد الله على صدق خبري، ووقع في لفظ * ع * حين قرر هذا المعنى: " عسى أن الساعة قريبة " وهو تركيب لا يجوز، لا تقول: عسى أن زيدا قائم انتهى.
وقوله سبحانه: (وتظنون إن لبثتم إلا قليلا) يحتمل معنيين.
أحدهما: أنهم لما رجعوا إلى حالة الحياة، وتصرف الأجساد، وقع لهم ظن أنهم لم ينفصلوا عن حال الدنيا إلا قليلا لمغيب علم مقدار الزمان عنهم، إذ من في الآخرة لا يقدر زمن الدنيا، إذ هم لا محالة أشد مفارقة لها من النائمين، وعلى هذا التأويل عول الطبري.
والآخر: أن يكون الظن بمعنى اليقين، فكأنه قال: يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده، وتتيقنون أنكم إنما لبثتم قليلا من حيث هو منقض منحصر.
وحكى الطبري عن قتادة أنهم لما رأوا هول يوم القيامة، احتقروا / الدنيا، فظنوا أنهم لبثوا فيها قليلا.
وقوله سبحانه: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) اختلف الناس في (التي هي أحسن): فقالت فرقة: هي لا إله إلا الله، وعلى هذا، ف‍ " العباد ": جميع الخلق، وقال الجمهور (التي هي أحسن): هي المحاورة الحسنة، بحسب معنى معنى، قال الحسن يقول: يغفر الله لك، يرحمك الله وقوله: (لعبادي) خاص بالمؤمنين، قالت فرقة: أمر
(٤٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة