تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤١٨
قال * ع *: ومن الرحمة والتغمد أن يوفق الله العبد إلى أعمال برة، ومقصد الحديث نفي وجوب ذلك على الله تعالى بالعقل، كما ذهب إليه فريق من المعتزلة.
وقوله سبحانه: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم): (ينظرون): معناه: ينتظرون، " ونظر " متى كانت من رؤية العين، فإنما تعديها العرب ب‍ " إلى " ومتى لم تتعد ب‍ " إلى "، فهي بمعنى " انتظر "، ومنها: (انظرونا نقتبس من نوركم) [الحديد: 13]، ومعنى الكلام: أن تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم ظالمي أنفسهم.
وقوله: (أو يأتي أمر ربك): وعيد يتضمن قيام الساعة، أو عذاب الدنيا، ثم ذكر تعالى أن هذا كان فعل الأمم قبلهم، فعوقبوا.
وقوله سبحانه: (فأصابهم سيئات ما عملوا): أي: جزاء ذلك في الدنيا والآخرة، و (حاق): معناه: نزل وأحاط.
وقوله سبحانه: (وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ...) الآية: قال تقدم تفسير نظيرها في " الأنعام "، وقولهم: (ولا حرمنا): يريد: من البحيرة والسائبة والوصيلة وغير ذلك.
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة