تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤١٤
ويحتمل تهتدون بالنظر في دلالة هذه المصنوعات على صانعها. / (وعلامات وبالنجم هم يهتدون): قال ابن عباس: العلامات: معالم الطرق بالنهار، والنجوم: هداية الليل، وهذا قول حسن، فإنه عموم بالمعنى، واللفظة عامة، وذلك أن كل ما دل على شئ وأعلم به، فهو علامة، و (النجم): هنا: اسم جنس، وهذا هو الصواب.
وقوله سبحانه: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها...) الآية: وبحسب العجز عن عد نعم الله تعالى يلزم أن يكون الشاكر لها مقصرا عن بعضها، فلذلك قال عز وجل:
(لغفور رحيم)، أي: عن تقصيركم في الشكر عن جميعها، نحا هذا المنحى الطبري، ويرد عليه أن نعمة الله في قول العبد: " الحمد لله رب العالمين "، مع شرطها من النية والطاعة يوازي جميع النعم، ولكن أين قولها بشروطها، والمخاطبة بقوله: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها). عامة لجميع الناس. (والذين يدعون من دون الله)، أي:
تدعونهم آلهة، و (أموات): يراد به الذين يدعون من دون الله، ورفع (أموات)، على أنه خبر مبتدأ مضمر، تقديره: هم أموات، وقوله: (غير أحياء): أي: لم يقبلوا حياة قط، ولا اتصفوا بها، وقوله سبحانه: (وما يشعرون أيان يبعثون): أي: وما يشعر الكفار متى يبعثون إلى التعذيب.
وقوله سبحانه: (إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة) أي:
منكرة اتحاد الإله.
* ت *: وهذا كما حكى عنهم سبحانه في قولهم: (أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب) [ص: 5].
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة