تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٣
فإذا جاء المقدور الواقع، أسلم المرء إليه، وال‍ (معقبات)، على هذا التأويل: الحفظة على العباد أعمالهم، والحفظة لهم أيضا، قاله الحسن، وروى فيه عن عثمان بن عفان حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أقوى التأويلات في الآية، وعبارة البخاري: (معقبات):
ملائكة حفظة يعقب الأول منها الآخر. انتهى.
وقالت فرقة: الضمير في " له " عائد على اسم الله المتقدم ذكره، أي: لله معقبات يحفظون عبده، والضمير في قوله: (يديه) وما بعده من الضمائر عائد على العبد، ثم ذكر سبحانه أنه لا يغير هذه الحالة من الحفظ للعبد، حتى يغير العبد ما بنفسه، وال‍ (معقبات): الجماعات التي يعقب بعضها بعضا، وهي الملائكة، وينظر هذا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " يتعاقب فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار... " الحديث، وفي قراءة أبي بن كعب: " من بين يديه / ورقيب من خلفه "، وقرأ ابن عباس: " ورقباء من خلفه يحفظونه بأمر الله "، وقوله: (يحفظونه): أي: يحرسونه ويذبون عنه، ويحفظون أيضا أعماله، ثم أخبر تعالى، أنه إذا أراد بقوم سوءا، فلا مرد له، ولا حفظ منه.
وقوله سبحانه: (هو الذي يريكم البرق...) الآية: قد تقدم في أول البقرة تفسيره، والظاهر أن الخوف إنما هو من صواعق البرق، والطمع في الماء الذي يكون معه، وهو قول الحسن، و (السحاب): جمع سحابة، ولذلك جمع الصفة، و (الثقال):
معناه: بحمل الماء، قاله قتادة ومجاهد، والعرب تصفها بذلك، وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع الرعد، قال: " سبحان من يسبح الرعد بحمده "، وقال ابن أبي
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة