وقيل: اطمأنوا، قاله مجاهد وقيل: خافوا، قاله ابن عباس أيضا، وهذه أقوال بعضها قريب من بعض.
وقوله سبحانه: (مثل الفريقين...) الآية، " الفريقان " الكافرون والمؤمنون، شبه الكافر بالأعمى والأصم، وشبه المؤمن بالبصير والسميع، فهو تمثيل بمثالين.
وقوله تعالى: (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين * ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم * فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا...) الآية: فيها تمثيل لقريش وكفار العرب، وإعلام بأن محمدا عليه السلام ليس ببدع من الرسل، و " الأراذل " جمع الجمع، فقيل: جمع أرذل، وقيل: جمع أرذال، وهم سفلة الناس، ومن لا خلاق له ولا يبالي ما يقول، ولا ما يقال له، وقرأ الجمهور:
" بادي الرأي " - بياء دون همز -، من بدا يبدو، فيحتمل أن يتعلق " بادي الرأي " ب " نراك "، أي: وما نراك بأول نظر وأقل فكرة، وذلك هو بادي الرأي إلا ومتبعوك أراذلنا، ويحتمل أن يتعلق بقوله: " اتبعك "، أي: وما نراك اتبعك بادي الرأي إلا الأراذل، ثم يحتمل على هذا قوله: (بادي الرأي) معنيين:
أحدهما: أن يريدوا: اتبعك في ظاهر أمرهم، وعسى أن بواطنهم ليست معك.
والثاني: أن يريدوا: اتبعوك بأول نظر، وبالرأي البادي، دون تثبت.
ويحتمل أن يكون قولهم: (بادي الرأي) وصفا منهم لنوح، أي: تدعي عظيما وأنت مكشوف الرأي، لا حصافة لك، ونصبه على الحال، أو على الصفة ل " بشر ".