تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٤٩٢
ودعاء لجميع العالمين.
(وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون (91) وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون (92)) وقوله سبحانه: (وما قدروا الله حق قدره...) الآية: قال ابن عباس: هذه الآية نزلت في بني إسرائيل، قال النقاش: وهي آية مدنية، وقيل: المراد رجل مخصوص منهم، يقال له مالك بن الصيف، قاله ابن جبير، وقيل: فنحاص، قاله السدي، و (قدروا): هو من توفية القدر والمنزلة، وتعليله بقولهم: (ما أنزل الله): يقضي بأنهم جهلوا، ولم يعرفوا الله حق معرفته، إذ أحالوا عليه بعثة الرسل، قال الفخر: قال ابن عباس: (ما قدروا الله حق قدره)، أي: ما عظموا الله حق تعظيمه، وقال الأخفش:
ما عرفوه حق معرفته، وقال أبو العالية: ما وصفوه حق قدرته وعظمته، وهذه المعاني كلها صحيحة. انتهى، وروي أن مالك بن الضيف كان سمينا، فجاء يخاصم النبي صلى الله عليه وسلم بزعمه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنشدك الله، ألست تقرأ فيما أنزل على موسى: إن الله يبغض الحبر السمين "، فغضب، وقال: " والله ما أنزل الله على بشر من شئ "، قال الفخر:
وهذه الآية تدل على أن النكرة في سياق النفي تعم، ولو لم تفد العموم، لما كان قوله
(٤٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة