تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٤٨١
وإمهاله، وطمعهم ذلك فيما لم يتحصل من رحمته، واعلم أن أعقل العقلاء مؤمن مقبل على آخرته قد جعل الموت نصب عينيه، ولم يغتر بزخارف الدنيا، كما اغتر بها الحمقى، بل جعل همه واحدا، هم المعاد وما هو صائر إليه، وقد روى البزار في مسنده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " من جعل الهموم هما واحدا، هم المعاد، كفاه الله هم الدنيا، ومن تشعبت به الهموم، هموم الدنيا، لم يبال الله تعالى في أي أوديتها هلك ". انتهى من " الكوكب الدري ".
وقوله سبحانه: (وذكر به): أي بالقرآن، وقيل: الضمير في (به) عائد على الدين، و (أن تبسل) في موضع المفعول له، أي: لئلا تبسل، ومعناه: تسلم، قاله الحسن وعكرمة وقال قتادة: تحبس وترهن، وقال ابن عباس: تفضح، وقال ابن زيد: تجزى، وهذه كلها متقاربة المعنى، ومنه قول الشنفري: [الطويل].
(٤٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة