تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٤٧٨
نزلت في المؤمنين، قال الطبري وغيره: ممتنع أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم تعوذ لأمته من هذه الأشياء التي توعد بها الكفار، وهون الثالثة، لأنها بالمعنى هي التي دعا فيها، فمنع حسب حديث " الموطإ " وغيره، و (من فوقكم أو من تحت أرجلكم): لفظ عام للمنطبقين على الإنسان، وقال السدي، عن أبي مالك: (من فوقكم): الرجم، (أو من تحت أرجلكم): الخسف، وقاله سعيد بن جبير ومجاهد. وقوله سبحانه: (أو يلبسكم شيعا): معناه: يخلطكم فرقا، والبأس: القتل، وما أشبهه من المكاره، وفي قوله تعالى: (انظر كيف نصرف الآيات): استرجاع لهم، وإن كان لفظها لفظ تعجب للنبي صلى الله عليه وسلم فمضمنها أن هذه الآيات والدلائل، إنما هي لاستصرافهم عن طريق غيهم، والفقه: الفهم.
وقوله تعالى: (وكذب به قومك وهو الحق)، الضمير في (به) عائد على القرآن الذي فيه جاء تصريف الآيات، قاله السدي، وهذا هو الظاهر، ويحتمل أن يعود الضمير على الوعيد الذي تضمنته الآية، ونحا إليه الطبري، وقوله: (قل لست / عليكم بوكيل): معناه: لست بمدفوع إلى أخذكم بالإيمان والهدى، وهذا كان قبل نزول آيات الجهاد والأمر بالقتال، ثم نسخ.
وقوله سبحانه: (لكل نبأ مستقر): أي: غاية يعرف عندها صدقه من كذبه، و (سوف تعلمون): تهديد محض ووعيد.
(وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين (68) وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون (69)) وقوله تعالى: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في
(٤٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة