تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٤٥
فلا نظر لأحد معه.
و (يختصمون): معناه: يتراجعون القول الجهير في أمرها.
وفي هذه الآية استعمال القرعة، والقرعة سنة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا سافر، أقرع بين نسائه " وقال صلى الله عليه وسلم: " لو يعلمون ما في الصف الأول، لاستهموا عليه ".
واختلف أيضا، هل الملائكة هنا عبارة عن جبريل وحده أو عن جماعة من الملائكة؟
و (وجيها): نصب على الحال، وهو من الوجه، أي: له وجه ومنزلة عند الله، وقال البخاري: وجيها: شريفا اه‍.
(ومن المقربين): معناه: من الله تعالى، وكلامه في المهد: آية دالة على براءة أمه، وأخبر تعالى عنه أنه أيضا يكلم الناس كهلا، وفائدة ذلك أنه إخبار لها بحياته إلى سن الكهولة، قال جمهور الناس: الكهل الذي بلغ سن الكهولة، وقال مجاهد: الكهل:
الحليم، قال * ع *: وهذا تفسير للكهولة بعرض مصاحب لها في الأغلب، واختلف الناس في حد الكهولة، فقيل: الكهل ابن أربعين، وقيل: ابن خمسة وثلاثين، وقيل: ابن ثلاثة وثلاثين، وقيل: ابن اثنين وثلاثين، هذا حد أولها، وأما آخرها، فاثنان وخمسون، ثم يدخل سن الشيخوخة.
وقول مريم: (أنى يكون لي ولد): استفهام عن جهة حملها، واستغرابا للحمل على بكارتها، و " يمسس ": معناه: يطأ ويجامع.
* ص *: والبشر يطلق على الواحد والجمع. اه‍.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة