الأوقات، حاطة إلى الدنيا، ثم هي، في حق من أقدر عليها، وقام بالواجب فيها، ولم تشغله عن ربه - درجة عليا، وهي درجة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أي: وسائر النبيين. اه. من " الشفا ".
وباقي الآية بين.
وروي من صلاحه / - عليه السلام -، أنه كان يعيش من العشب، وأنه كان كثير البكاء من خشية الله، حتى اتخذ الدمع في وجهه أخدودا.
* ص *: و (من الصالحين)، أي: من أصلاب الأنبياء، أو صالحا من الصالحين، فيكون صفة لموصوف محذوف. اه.
قلت: والثاني أحسن، والأول تحصيل الحاصل، فتأمله.
وقوله تعالى: (قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر...) الآية: ذهب الطبري وغيره إلى أن زكريا لما رأى حال نفسه، وحال امرأته، وأنها ليست بحال نسل، سأل عن الوجه الذي به يكون الغلام، أتبدل المرأة خلقتها أم كيف يكون؟
قال * ع *: وهذا تأويل حسن لائق وكان بزكريا - عليه السلام -.
و (أنى): معناها: كيف، ومن أين، وحسن في الآية (بلغني الكبر)، من حيث هي عبارة واهن منفعل.
وقوله: (كذلك)، أي: كهذه القدرة المستغربة قدرة الله، ويحتمل أن تكون الإشارة بذلك إلى حال زكريا، وحال امرأته، كأنه قال: رب، على أي وجه يكون لنا غلام، ونحن بحال كذا، فقال له: كما أنتما يكون لكما الغلام، والكلام تام، على هذا التأويل في قوله:
(كذلك).
وقوله: (الله يفعل ما يشاء): جملة مبينة مقررة في النفس وقوع هذا الأمر المستغرب.
وقوله: (قال رب اجعل لي آية)، أي: علامة، قالت فرقة من المفسرين لم يكن