تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٣٤
في ذلك، واجعله فعلا مقبولا مجازى به، و (السميع): إشارة إلى دعائها، و (العليم):
إشارة إلى نيتها.
(فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيدها بك وذريتها من الشيطان الرجيم (36) فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب (37) هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء (38)) وقوله تعالى: (فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت):
الوضع: الولادة، وقولها: (رب إني وضعتها أنثى): لفظ خبر في ضمنه التحسر والتلهف، وبين الله ذلك بقوله: (والله أعلم بما وضعت)، وقولها: (وليس الذكر كالأنثى)، تريد في امتناع نذرها، إذ الأنثى تحيض ولا تصلح لصحبة الرهبان، قاله قتادة وغيره، وبدأت بذكر الأهم في نفسها، وإلا فسياق قصتها يقتضي أن تقول: وليس الأنثى كالذكر، وفي قولها: (وإني سميتها مريم): سنة تسمية الأطفال قرب الولادة، ونحوه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ولد لي الليلة مولود، فسميته باسم أبي إبراهيم "، وباقي الآية إعادة، قال النووي: وروينا في سنن أبي داود، بإسناد جيد، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة