تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ١٣١
" من طلب الشهادة صادقا، أعطيها، ولو لم تصبه "، انفرد به المسلم. انتهى. من " سلاح " المؤمن ".
(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين (159) إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون (160)) وقوله سبحانه: (فبما رحمة من الله لنت لهم): معناه: فبرحمة، قال القشيري في " التحبير ": واعلم أن الله سبحانه يحب من عباده من يرحم خلقه، ولا يرحم العبد إلا إذا رحمه الله سبحانه، قال الله تعالى لنبيه - عليه السلام -: (فبما رحمة من الله لنت لهم).
انتهى.
قال * ع *: ومعنى هذه الآية التقريع لكل من أخل يوم أحد بمركزه، أي: كانوا يستحقون الملام منك، ولكن برحمة منه سبحانه / لنت لهم، وجعلك على خلق عظيم، وبعثك لتتميم محاسن، الأخلاق، ولو كنت فظا غليظ القلب، لانفضوا من حولك، وتفرقوا عنك، والفظ: الجافي في منطقه ومقاطعه، وفي صفته صلى الله عليه وسلم في الكتب المنزلة: " ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق "، والفظاظة: الجفوة في المعاشرة قولا وفعلا، وغلظ القلب: عبارة عن تهجم الوجه، وقلة الانفعال في الرغائب، وقلة الإشفاق والرحمة، والانفضاض: افتراق الجموع.
وقوله تعالى: (فاعف عنهم واستغفر لهم...) الآية: أمر سبحانه نبيه - عليه السلام - بهذه الأوامر التي هي بتدريج بليغ، فأمره أن يعفو عنهم فيما له عليهم من حق، ثم
(١٣١)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة