تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٨ - الصفحة ٤١٠
وكأن هذه اللفظة مأخوذة من النشاط. وقال أبو زيد: نشطت الحبل أنشطه نشطا: عقدته أنشوطة، وأنشطته: حللته، وأنشطت الحبل: مددته. وقال الليث: أنشطته بأنشوطة: أي وثقته، وأنشطت العقال: مددت أنشوطته فانحلت، ويقال: نشط بمعنى أنشط، والأنشوطة: عقدة يسهل انحلالها إذا جدبت كعقدة التكة. وجف القلب وجيفا: اضطرب من شدة الفزع، وكذلك وجب وجيبا. وفي كتاب لغات القرآن المروي عن ابن عباس، واجفة: خائفة، بلغة همدان. الحافرة، يقال: رجع فلان في حافرته: أي في طريقه التي جاء منها، فحفرها: أي أثر فيها بمشيه فيها، جعل أثر قدميه حفرا، وتوقعها العرب على أول أمر يرجع إليه من آخره، ومنه قول الشاعر:
* أحافرة على صلع وشيب * معاذ الله من سفه وعار * أي: أأرجع إلى الصبا بعد الصلع والشيب؟ الناخرة: المصوتة بالريح المجوفة، والنخرة بمعناها، كطامع وطمع، وحاذر وحذر، قاله الفراء وأبو عبيد وأبو حاتم وجماعة. وقيل: النخرة: البالية المتعفنة الصائرة رميما. نخر العود والعظم: بلي وتفتت، فمعناه مغاير للناخرة، وهو قول الأكثرين. وقال أبو عمرو بن العلاء: الناخرة: التي لم تنخر بعد، والنخرة: التي قد بليت. قال الراجز لفرسه:
* أقدم أخانهم على الأساوره * ولا تهولنك رؤوس نادره * * فإنما قصرك ترب الساهره * حتى تعود بعدها في الحافره * من بعد ما صرت عظاما ناخره وقال الشاعر:
* وأخليتها من مخها فكأنها * قوارير في أجوافها الريح تنخر * ويروى: تصفر ونخرة الريح، بضم النون: شدة هبوبها، والنخرة أيضا: مقدم أنف الفرس والحمار والخنزير، يقال: هشم نخرته. الساهرة: وجه الأرض والفلاة، وصفت بما يقع فيها وهو السهر للخوف. وقال أمية بن أبي الصلت:
* وفيها لحم ساهرة وبحر * وما فاهوا به لهم مقيم * وقال أبو بكر الهذلي:
* يرتدن ساهرة كأن جميمها * وعميمها أسداف ليل مظلم * والساهور كالغلاف للقمر يدخل فيه إذا كسف. وقال أمية بن أبي الصلت:
* وبث الخلق فيها إذ دحاها * فهم قطانها حتى التنادي *
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»