تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٧ - الصفحة ٢٤٧
* (الحمد لله الذى له ما فى * السماوات وما في الارض * وله الحمد فى الاخرة وهو الحكيم الخبير * يعلم ما يلج فى الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور * وقال (سقط الذين كفروا إلى آخر الآية)) *.
هذه السورة، قال في التحرير، مكية بإجماعهم. قال ابن عطية: مكية إلا قوله: * (ويرى الذين أوتوا العلم) *، فقالت فرقة: مدنية فيمن أسلم من أهل الكتاب، كعبد الله بن سلام وأشباهه. انتهى. وسبب نزولها أن أبا سفيان قال لكفار مكة، لما سمعوا * (ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات) *: إن محمدا يتوعدنا بالعذاب بعد أن نموت، ويخوفنا بالبعث، واللات والعزى لا تأتينا الساعة أبدا، ولا نبعث. فقال الله: * (قل) * يا محمد * (بلى وربى لتبعثن) *، قاله مقاتل؛ وباقي السورة تهديد لهم وتخويف. ومن ذكر هذا السبب، ظهرت المناسبة بين هذه السورة والتي قبلها.
* (الحمد لله) *: مستغرق لجميع المحامد. * (وله الحمد فى الاخرة) *: ظاهره الاستغراق. ولما كانت نعمة الآخرة مخبرا بها، غير مرئية لنا في الدنيا، ذكرها ليقاس نعمها بنعم الدنيا، قياس الغائب على الشاهد، وإن اختلفا في الفضيلة
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»