تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٦ - الصفحة ٢٢٩
نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى * قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى * فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى * قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى * فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى * قالوا إن هاذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى * فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى) *)) ) * الونى: الفتور، يقال: ونى يني وهو فعل لازم، وإذا عدي فبعن وبفي وزعم بعض البغداديين أنه يأتي فعلا ناقصا من أخوات ما زال وبمعناها، واختاره ابن مالك وأنشد:
* لا يني الخب شيمة الحب * ما دام فلا تحسبنه ذا ارعواء * وقالوا: امرأة آناءة أي فاترة عن النهوض، أبدلوا من واوها همزة على غير قياس. قال الشاعر:
فما أنا بالواني ولا الضرع الغمر شت الأمر شتا وشتاتا تفرق، وأمر شت متفرق، وشتى فعلى من الشت وألفه للتأنيث جمع شتيت كمريض ومرضى، ومعناه متفرقة، وشتان اسم فاعل سحت: لغة الحجاز وأسحت لغة نجد وتميم، وأصله استقصاء الحلق للشعر. وقال الفرزدق وهو تميمي:
* وعض زمان يا ابن مروان لم يك * من المال إلا مسحت أو محلق * ثم استعمل في الإهلاك والإذهاب. الخيبة: عدم الظفر بالمطلوب. الصف: موضع المجمع قاله أبو عبيدة، وسمي المصلى الصف وعن بعض العرب الفصحاء ما استطعت أن آتي الصف أي المصلى، وقد يكون مصدرا ويقال جاؤوا صفا أي مصطفين. التخييل: إبداء أمر لا حقيقة له، ومنه الخيال وهو الطيف الطارق في النوم. قال الشاعر:
ألا يا لقومي للخيال المشوق وللدار تنأى بالحبيب ونلتقي * * (اذهب أنت وأخوك بئاياتى ولا تنيا فى ذكرى * اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى * قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى * قال لا تخافا إننى معكما أسمع وأرى * فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بنى إسراءيل ولا تعذبهم قد جئناك بئاية من ربك والسلام على من اتبع) *.
أمره الله تعالى بالذهاب إلى فرعون فلما دعا ربه وطلب منه أشياء كان
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»