تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٢٣٧
وجعلت فوقها حارة لتنضجها فهي حنيذ، وحنذت الفرس أحضرته شوطا أو شوطين ثم ظاهرت عليه الجلال في الشمس ليعرق. أوجس الرجل قال الأخفش: خامر قلبه، وقال الفراء: اتشعر، وقيل: أحسن. والوجيس ما يعتري النفس عند أوائل الفزع، ووجس في نفسه كذا خطر بها يجس وجسا ووجوسا وتوجس تسمع وتحسن. قال:
* وصادقتا سمع التوجس للسرى * لهجس خفي أو لصوت مندد * الضحك معروف، وكان ينبغي أن يذكر في سورة التوبة في قوله: * (فليضحكوا قليلا) * ويقال: ضحك بفتح الحاء، والضحكة الكثير الضحك، والضحكة المضحوك منه، ويقال: ضحكت الأرنب أي حاضت، وأنكر أبو عبيدة والفراء وأبو عبيد: ضحك بمعنى حاض، وعرف ذلك غيرهم. وقال الشاعر أنشده اللغويون:
* وضحك الأرانب فوق الصفا * كمثل دم الجوف يوم اللقا * وقال الآخر:
* وعهدي بسلمى ضاحكا في لبانة * ولم يعد حقا ثديها أن يحلما * أي حائضا في لبانة، واللبانة والعلاقة والشوذر واحد. ومنه ضحكت الكافورة إذا انشقت، وضحكت الشجرة سال منا صمغها وهو شبه الدم، وضحك الحوض امتلأ وفاض.
الشيح: معروف، والفعل شاخ يشيخ، وقد يقال للأنثى: شيخة. قال:
وتضحك مني شيخة عبشمية ويجمع على أشياخ وشيوخ وشيخان، ومن أسماء الجموع مشيخة ومشيوخا. المجيد قال ابن الأعرابي: الرفيع. يقال: مجد يمجد مجدا ومجادة ومجد، لغتان أي كرم وشرف، وأصله من قولهم: مجدت الإبل تمجد مجدا شبعت. وقال: أمجدت الدابة أكثرت علفها، وقال أبو حية النميري:
* تزيد على صواحبها وليست * بماجدة الطعام ولا الشراب *
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»