أو بمعنى الهم، وقال الزمخشري جعل ما في الأرض منزلا من السماء لأنه قضى ثم وكتب ومنه وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج، وقال ابن عطية: أنزلنا يحتمل أن يريد بالتدريج أي لما أنزل المطر فكان عنه جميع ما يلبس قال عن اللباس * (أنزلنا) * وهذا نحو قول الشاعر يصف مطرا:
* أقبل في المشين من سحابة * أسنمة الآبال في ربابه * أي بالمال ويحتمل أن يريد خلقنا فجاءت العبارة بأنزلنا كقوله * (وأنزلنا الحديد) * وقوله * (وأنزل لكم من الانعام) * وأيضا فخلق الله وأفعاله إنما هي من علو في القدر والمنزلة انتهى واللباس يعم جميع ما يلبس ويستر والريش عبارة عن سعة الرزق ورفاهية العيش ووجود اللبس والتمتع وأكثر أهل اللغة على أن الريش ما يستر من لباس أو معيشة، وقال قوم: الإناث، وقال ابن عباس والسدي ومجاهد: المال، وقال ابن زيد: الجمال، وقال الزمخشري: لباس الزينة استعير من ريش الطائر لأنه لباسه وزينته أي أنزلنا عليكم لباسين لباسا يواري سوءاتكم ولباسا يزينكم لأن الزينة غرض صحيح كما قال تعالى: * (لتركبوها وزينة * ولكم فيها جمال) * انتهى. وعطف * (* الريش) * على * (اليل لباسا) * يقتضي المغايرة وأنه قسيم للباس لا قسم منه، وقرأ عثمان وابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة والسلمي وعلي بن الحسين وابنه زيد وأبو رجاء وزر بن حبيش وعاصم في رواية وأبو عمرو في رواية ورياشا، فقيل: هما مصدران بمعنى واحد راشه الله يريشه ريشا ورياشا أنعم عليه، وقال الزمخشري: جمع ريش كشعب وشعاب، وقال الزجاج: هما اللباس، وقال الفراء: هما ما يستر من ثياب ومال كما يقال لبس ولباس، وقال معبد الجهني:
الرياش المعاش، وقال ابن الأعرابي: الريش الأكل والشرب والرياش المال المستفاد، وقيل: الريش ما بطن والرياش ما ظهر، وقرأ الصاحبان والكسائي: * (ولباس التقوى) * بالنصب عطفا على المنصوب قبله، وقرأ باقي السبعة بالرفع، فقيل هو على إضمار مبتدأ محذوف أي وهو لباس التقوى قاله الزجاج * (وذلك * خير) * على هذا مبتدأ وخبر وأجاز أبو البقاء أن يكون * (ولباس) * مبتدأ وخبره محذوف تقديره ولباس التقوى ساتر عوراتكم، وهذا ليس بشيء والظاهر أنه مبتدأ ثان * (وخير) * والجملة خبر عن * (وريشا ولباس التقوى) * والرابط اسم الإشارة وهو أحد الروابط الخمس المتفق عليها في ربط الجملة الواقعة خبرا للمبتدأ إذا لم يكن إياه، وقيل: ذلك بدل من لباس، وقيل: عطف بيان، وقيل: صفة وخبر * (ولباس) * هو * (خير) *، وقال الحوفي: وأنا أرى أن لا يكون ذلك نعتا للباس التقوى لأن الأسماء المبهمة أعرف مما فيه الألف واللام وما أضيف إلى الألف واللام وسبيل النعت أن يكون مساويا للمنعوت أو أقل منه تعريفا فإن كان قد تقدم قول أحد به فهو سهو وأجاز الحوفي أن يكون ذلك فصلا لا موضع له من الإعراب ويكون * (خير) * خبرا لقوله * (ولباس التقوى) * فجعل اسم الإشارة فصلا كالمضمر ولا أعلم أحدا قال بهذا وأما قوله فإن كان قد تقدم قول أحد به فهو سهو فقد ذكره ابن عطية وقال: هو أنبل الأقوال ذكره أبو علي في الحجة انتهى؛ وأجازه أيضا أبو البقاء وما ذكره الحوفي هو الصواب على أشهر الأقوال في ترتيب المعارف، وقرأ عبد الله وأبي ولباس التقوى خير