تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ١ - الصفحة ٤٤٨
* وقد أتت ذو في لغة طي موصولة، ولها أحكام في النحو. القربى: مصدر كالرجعي، والألف فيه للتأنيث، وهي قرابة الرحم والصلب، قال طرفة:
* وقربت بالقربى وجدك أنه * متى يك أمر للنكيثة أشهد * وقال أيضا:
* وظلم ذوي القربى أشد مضاضة * على الحر من وقع الحسام المهند * اليتامى: فعالى، وهو جمع لا ينصرف، لأن الألف فيه للتأنيث، ومفردة: يتيم، كنديم، وهو جمع على غير قياس، وكذا جمعه على أيتام. وقال الأصمعي: اليتم في بني آدم من قبل الأب، وفي غيرهم من قبل الأم. وحكى الماوردي: إن اليتم في بني آدم يقال: من فقد الأم، والأول هو المعروف، وأصله الانفراد. فمعنى صبي يتيم: أي منفرد عن أبيه، وسميت الدرة التي لا مثيل لها: يتمة لانفرادها، قاله ثعلب. وقيل: أصل اليتم: الغفلة، وسمي الصبي يتيما، لأنه يتغافل عن بره. وقيل: أصل اليتم: الإبطاء، ومنه أخذ اليتيم، لأن البر يبطىء عنه، قاله أبو عمرو. المساكين: جمع مسكين، وهو مشتق من السكون، فالميم زائدة، كمحضير من الحضر. وقد روي: تمسكن فلان، والأصح في اللغة تسكن، أي صار مسكينا، وهو مرادف للفقير، وهو الذي لا شيء له. وقيل: هو الذي له أدنى شيء. الحسن والحسن، قيل: هما لغتان: كالبخل والبخل. والحسن: مصدر حسن، كالقبح مصدر قبح، مقابل حسن. القليل: اسم فاعل من قل، كما أن كثيرا مقابله اسم فاعل من كثر. يقال؛ قل يقل قلة وقلاو قلا، الإعراض: التولي، وقيل: التولي بالجسم، والإعراض بالقلب. والعرض: الناحية، فيمكن أن يكون قولك: أعرض زيد عن عمرو، أي صار في ناحية منه، فتكون الهمزة فيه للصيرورة. الدم: معروف، وهو محذوف اللام، وهي ياء، لقوله:
جرى الدميان بالخير اليقين أو: واو، لقولهم: دموان، ووزنه فعل. وقيل: فعل، وقد سمع مقصورا، قال:
* غفلت ثم أتت تطلبه * فإذا هي بعظام ودما * وقال:
(٤٤٨)
مفاتيح البحث: الغفلة (1)، اليتم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 ... » »»