التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٦٨
* (المصباح في زجاجة) * المصباح هو الفتيل بناره والمعنى أنه في قنديل من زجاج لأن الضوء فيه أزهر لأنه جسم شفاف * (الزجاجة كأنها كوكب دري) * شبه الزجاجة في إنارتها بكوكب دري وذلك يحتمل معنيين إما أن يريد أنها تضيء بالمصباح الذي فيها وإما أن يريد أنها في نفسها شديدة الضوء لصفائها ورقة جوهرها وهذا أبلغ لاجتماع نورها مع نور المصباح والمراد بالكوكب الدري أحد الدراري المضيئة كالمشتري والزهرة وسهيل ونحوها وقيل أراد الزهرة ولا دليل على هذا التخصيص وقرأ نافع دري بضم الدال وتشديد الياء بغير همزة ولهذه القراءة وجهان إما أن ينسب الكوكب إلى الدر لبياضه وصفائه أو يكون مسهلا من الهمز وقرئ بالهمز وكسر الدال وبالهمز وضم الدال وهو مشتق من الدرء بمعنى الدفع * (يوقد من شجرة مباركة زيتونة) * من قرأ يوقد بالياء أو توقد بالفعل الماضي فالفعل مسند إلى المصباح ومن قرأ توقد بالتاء والفعل المضارع فهو مسنج إلى الزجاجة والمعنى توقد من زيت شجرة مباركة ووصفها بالبركة لكثرة منافعها أو لأنها تنبت في الأرض المباركة وهي الشام * (لا شرقية ولا غربية) * قيل يعني أنها بالشام فليست من شرق الأرض ولا من غربها وأجود الزيتون زيتون الشام وقيل هي منكشفة تصيبها الشمس طول النهار فليست خالصة للشرق فتسمى شرقية ولا للغرب فتسمى غربية بل هي غربية شرقية لأن الشمس تستدير عليها من الشرق والغرب وقيل إنها في وسط دوحة لا في جهة الشرق من الدوحة ولا في جهة الغرب وقيل إنها من شجرة الجنة ولو كانت في الدنيا لكانت شرقية أو غربية " يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار " مبالغة في وصف صفاته وحسنه * (نور على نور) * يعني اجتماع نور المصباح وحسن الزجاجة وطيب الزيت والمراد بذلك كمال النور الممثل به * (يهدي الله لنوره من يشاء) * أي يوفق الله من يشاء لإصابة الحق * (في بيوت) * يعني المساجد وقيل بيوت أهل الإيمان من مساجد أو مساكن والأول أصح والجار يتعلق بما قبله أي كمشكاة في بيوت أو توقد في بيوت وقيل بما بعده وهو يسبح وكرر الجار بعد ذلك تأكيدا وقيل بمحذوف أي سبحوا في بيوت أذن الله أن ترفع والمراد بالإذن الأمر ورفعها بناؤها وقيل تعظيمها * (بالغدو والآصال) * أي غدوة وعشية وقيل أراد الصبح والعصر وقيل صلاة الضحى والعصر * (رجال) * فاعل يسبح على القراءة بكسر الباء وأما على القراءة بالفتح فهو مرفوع بفعل مضمر يدل عليه الأول * (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) * أي لا تشغلهم ونزلت الآية في أهل الأسواق الذين إذا سمعوا النداء بالصلاة تركوا كل شغل وبادروا إليها والبيع من التجارة ولكنه خصه بالذكر تجريدا كقوله فاكهة ونخل ورمان أو أراد بالتجارة الشراء * (تتقلب فيه القلوب والأبصار) * أي تضطرب
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»