الحق وأما الضمير في أوتوه فيعود على الكتاب والمعنى تقبيح الاختلاف بين الذين أوتوا الكتاب بعد أن جاءتهم البينات * (بغيا) * أي حسدا أو عدوانا وهو مفعول من أجله أو مصدر في موضع الحال * (فهدى الله الذين آمنوا) * يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم * (لما اختلفوا فيه) * أي للحق لما اختلفوا فيه فما بمعنى الذي وقبلها مضاف محذوف والضمير في اختلفوا لجميع الناس يريد اختلافهم في الأديان فهدى الله المؤمنين لدين الحق وتقدير الكلام فهدى الله الذين آمنوا لإصابة ما اختلف فيه الناس من الحق ومن في قوله من الحق لبيان الجنس أي جنس ما وقع فيه الخلاف * (بإذنه) * قيل بعلمه وقيل بأمره * (أم حسبتم) * خطاب للمؤمنين على وجه التشجيع لهم والأمر بالصبر على الشدائد * (ولما يأتكم) * أي لا تدخلوا الجنة حتى يصيبكم مثل ما أصاب من كان قبلكم * (مثل الذين) * أي حالهم وعبر عنه بالمثل لأنه في شدته يضرب به المثل * (وزلزلوا) * بالتخويف والشدائد * (ألا إن نصر الله قريب) * يحتمل أن يكون جوابا للذين قالوا متى نصر الله وأن يكون إخبارا مستأنفا وقيل إن الرسول قال ذلك لما قال الذين معه متى نصر الله * (فللوالدين والأقربين) * إن أريد بالنفقة الزكاة فذلك منسوخ والصواب أن المراد التطوع فلا نسخ وقدم في الترتيب الأهم فالأهم ورد السؤال على المنفق والجواب عن مصرفه لأنه كان المقصود بالسؤال وقد حصل الجواب عن المنفق في قوله من خير * (كتب عليكم القتال) * إن كان على الأعيان فنسخه وما كان المؤمنون لينفروا كافة فصار القتال فرض كفاية وإن كان على الكفاية فلا نسخ * (كرة) * مصدر ذكر للمبالغة أو اسم مفعول كالخبز بمعنى المخبوز * (وعسى أن تكرهوا) * حض على القتال * (الشهر الحرام) * جنس وهو أربعة أشهر رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم * (قتال فيه) * بدل من الشهر وهو مقصود السؤال * (قل قتال فيه كبير) * أي ممنوع ثم نسخه فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وذلك بعيد فإن حيث وجدتموهم عموم في الأمكنة لا في الأزمنة ويظهر أن ناسخه وقاتلوا المشركين كافة بعد ذكر الأشهر الحرم فكان التقدير قاتلوا فيها ويدل عليه فلا تظلموا فيهن أنفسكم ويحتمل أن يكون المراد وقوع القتال في الشهر الحرام أي إباحته حسبما استقر في الشرع فلا تكون الآية منسوخة بل ناسخة لما كان في أول الإسلام من تحريم القتال في الأشهر الحرم * (وصد عن سبيل الله) * ابتداء وما بعده معطوف عليه وأكبر عند الله خبر الجميع أي أن هذه الأفعال القبيحة التي فعلها الكفار أعظم عند الله من القتال في الشهر الحرام الذي عير به الكفار المسلمين سرية عبد الله بن جحش حين قاتل في أول يوم
(٧٨)