التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ٣٧
اليهوديان * (سواء) * خبر إن و * (أنذرتهم) * فاعل به لأنه في تقدير المصدر وسواء مبتدأ وأنذرتهم خبره أو العكس وهو أحسن و * (لا يؤمنون) * على هذه الوجوه استئنافا للبيان أو للتأكيد أو خبر بعد خبر أو تكون الجملة اعتراضا ولا يؤمنون الخبر والهمزة في أأنذرتهم لمعنى التسوية قد انسلخت من معنى الاستفهام * (ختم) * الآية تعليل لعدم إيمانهم وهو عبارة عن إضلالهم فهو مجاز وقيل حقيقة وأن القلب كالكف ينقبض مع زيادة الضلال أصبعا أصبعا حتى يختم عليه والأول أبرع * (وعلى سمعهم) * معطوف على قلوبهم فيوقف عليه وقيل الوقف على قلوبهم والسمع راجع إلى ما بعده والأول أرجح لقوله * (وختم على سمعه وقلبه) * * (غشاوة) * مجاز باتفاق وفيه دليل على وقوع المجاز في القرآن خلافا لمن منعه ووحد السمع لأنه مصدر في الأصل والمصادر لا تجمع * (ومن الناس) * أصل الناس أناس لأنه مشتق من الإنس وهو اسم جمع وحذفت الهمزة مع لام التعريف تخفيفا * (من يقول) * إن كان اللام في الناس للجنس فمن موصوفة وإن جعلتها للعهد فمن موصولة وأفرد الضمير في يقول رعيا للفظ ومن * (وما هم بمؤمنين) * هم المنافقين وكانوا جماعة من الأوس والخزرج رأسهم عبد الله بن أبي ابن سلول يظهرون الإسلام ويسرون الكفر ويسمى الآن من كذلك زنديقا وهم في الآخرة مخلدون في النار وأما في الدنيا إن لم تقم عليهم بينة فحكمهم كالمسلمين في دمائهم وأموالهم وإن شهد على معتقدهم شاهدان عدلان فمذهب مالك القتل دون الاستتابة ومذهب الشافعي الاستتابة وترك القتل فإن قيل كيف جاء قولهم * (آمنا) * جملة فعلية * (وما هم بمؤمنين) * جملة اسمية فهلا طابقتها فالجواب أن قولهم * (وما هم بمؤمنين) * أبلغ وآكد في نفي الإيمان عنهم من لو قال ما آمنوا فإن قيل لم جاء قولهم آمنا مقيدا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين مطلقا فالجواب أنه يحتمل وجهين التقييد فتركه لدلالة الأول عليه والإطلاق وهو أعم في سلبهم من الإيمان * (يخادعون) * أي يفعلون فعل المخادع ويرومون الخدع بإظهار خلاف ما يسرون وقيل معناه يخدعون رسول الله صلى الله عليه وسلم والأول أظهر " وما يخادعون إلا أنفسهم " أي وبال فعلهم راجع عليهم وقرئ وما يخدعون بفتح الياء من غير ألف من خدع وهو أبلغ في المعنى لأنه يقال خادع إذا رام الخداع وخدع إذا تم له * (وما يشعرون) * حذف معموله أي لا يشعرون أنهم يخدعون أنفسهم * (في قلوبهم مرض) * يحتمل أن يكون حقيقة وهو الألم الذي يجدونه من الخوف وغيره وأن يكون مجازا بمعنى الشك أو الحسد * (فزادهم) * يحتمل الدعاء والخبر * (يكذبون) * بالتشديد أي يكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم وقرئ بالتخفيف أي يكذبون في قولهم آمنا * (لا تفسدوا) * أي بالكفر والنميمة وإيقاع الشر وغير ذلك * (إنما نحن مصلحون) * يحتمل أن يكون جحود الكفر لقولهم آمنا أو اعتقاد أمنهم على إصلاح
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»