التائب من الذنب كمن لا ذنب له والتوب مصدر كالتوبة وقيل جمعا والطول الفضل بترك العقاب المستحق وفي توحيد صفة العذاب مغمورة بصفات الرحمة دليل رجحانها * (لا إله إلا هو) * فيجب الإقبال الكلي على عبادته * (إليه المصير) * فيجازي المطيع والعاصي * (ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا) * لما حقق أمر التنزيل سجل بالكفر على المجادلين فيه بالطعن وإدحاض الحق لقوله * (وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق) * وأما الجدال فيه لحل عقده واستنباط حقائقه وقطع تشبث أهل الزيغ به وقطع مطاعنهم فيه فمن أعظم الطاعات ولذلك قال صلى الله عليه وسلم إن جدالا في القرآن كفر بالتنكير مع أنه ليس جدالا فيه على الحقيقة * (فلا يغررك تقلبهم في البلاد) * فلا يغررك إمهالهم وإقبالهم في دنياهم وتقلبهم في بلاد الشام واليمن بالتجارات المربحة فإنهم مأخوذون عما قريب بكفرهم أخذ من قبلهم كما قال * (كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم) * والذين تحزبوا على الرسل وناصبوهم بعد قوم نوح كعاد وثمود * (وهمت كل أمة) * من هؤلاء * (برسولهم) * وقرئ برسولها * (ليأخذوه) * ليتمكنوا من إصابته بما أرادوا من تعذيب وقتل من الأخذ بمعنى
(٨٣)