تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٥١٠
القراءة وإن لم تكن قارئا وقد عدد سبحانه وتعالى مبدأ أمر الإنسان ومنتهاه إظهارا لما أنعم عليه من أن نقله من أخس المراتب إلى أعلاها تقريرا لربوبيته وتحقيقا لأكرميته وأشار أولا إلى ما يدل على معرفته عقلا ثم نبه على ما يدل عليها سمعا * (كلا) * ردع لمن كفر بنعمة الله بطغيانه وإن لم يذكر لدلالة الكلام عليه * (إن الإنسان ليطغى) * * (أن رآه استغنى) * أن رأى نفسه واستغنى مفعوله الثاني لأنه بمعنى علم ولذلك جاز أن يكون فاعله ومفعوله ضميرين لواحد * (إن إلى ربك الرجعى) * الخطاب للإنسان على الالتفات تهديدا وتحذيرا من عاقبة الطغيان و * (الرجعى) * مصدر كالبشرى * (أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى) * نزلت في أبي جهل قال لو رأيت محمدا ساجدا لوطئت عنقه فجاءه ثم نكص على عقبيه فقيل له ما لك فقال إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة فنزلت ولفظ العبد وتنكيره للمبالغة في تقبيح النهي والدلالة على كمال عبودية المنهي * (أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى) * أرأيت تكرير للأول وكذا الذي في قوله * (أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم بأن الله يرى) * والشرطية مفعوله الثاني وجواب
(٥١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 ... » »»