تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٥١٣
سورة القدر مخلف فيها وآيها خمس آيات بسم الله الرحمن الرحيم * (إنا أنزلناه في ليلة القدر) * الضمير للقرآن فخمه بإضماره من غير ذكر شهادة له بالنباهة المغنية عن التصريح كما عظمه بأن أسند نزوله إليه وعظم الوقت الذي أنزل فيه بقوله * (وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر) * وإنزاله فيها بأن ابتدأ بإنزاله فيها أو أنزله جملة من اللوح إلى السماء الدنيا على السفرة ثم كان جبريل عليه الصلاة والسلام ينزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوما في ثلاث وعشرين سنة وقيل المعنى * (أنزلناه) * في فضلها وهي في أوتار العشر الأخير في رمضان ولعلها السابعة منها والداعي إلى إخفائها أن يحيي من يريدها ليالي كثيرة وتسميتها بذلك لشرفها أو لتقدير الأمور فيها لقوله سبحانه وتعالى * (فيها يفرق كل أمر حكيم) * وذكر الألف إما للتكثير أو لما روي أنه صلى الله عليه وسلم ذكر إسرائيليا يلبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فعجب المؤمنون وتقاصرت إليهم أعمالهم فأعطوا ليلة القدر هي خير من مدة ذلك الغازي * (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم) * بيان لما له فصلت على ألف شهر وتنزلهم إلى الأرض أو إلى السماء الدنيا أو تقربهم إلى المؤمنين * (من كل أمر) * من أجل كل
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 ... » »»