تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٥٠٥
* (الذي أنقض ظهرك) * الذي حمله على النقيض وهو صوت الرحل عند الانتقاض من ثقل الحمل وهو ما ثقل عليه من فرطاته قبل البعثة أو جهله بالحكم والأحكام أو حيرته أو تلقي الوحي أو ما كان يرى من ضلال قومه من العجز عن إرشادهم أو من إصرارهم وتعديهم في إيذائه حين دعاهم إلى الإيمان * (ورفعنا لك ذكرك) * بالنبوة وغيرها وأي رفع مثل أن قرن اسمه باسمه تعالى في كلمتي الشهادة وجعل طاعته طاعته صلى عليه في ملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة عليه وخاطبه بالألقاب وإنما زاد * (لك) * ليكون إبهاما قبل إيضاح فيفيد المبالغة * (فإن مع العسر) * كضيق الصدر والوزر المنقض للظهر وضلال القوم وإيذائهم * (يسرا) * كالشرح والوضع والتوفيق للاهتداء والطاعة فلا تيأس من روح الله إذا عراك ما يغمك وتنكيره للتعظيم والمعنى بما في إن مع من المصاحبة المبالغة في معاقبة اليسر للعسر واتصاله به اتصال المتقاربين * (إن مع العسر يسرا) * تكرير للتأكيد أو استئناف وعده بأن * (العسر) * متبوع بيسر آخر كثواب الآخرة كقولك إن للصائم فرحة إن للصائم فرحة أي فرحة عند الإفطار وفرحة عند لقاء الرب وعليه قوله صلى الله عليه وسلم لن يغلب عسر يسرين فإن العسر معرف فلا يتعدد سواء كان للعهد أو للجنس واليسر منكر فيحتمل أن يراد بالثاني فرد يغاير ما أريد بالأول * (فإذا فرغت) * من التبليغ * (فانصب) * فاتعب في العبادة شكرا لما عددنا عليك من
(٥٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 ... » »»