تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٤٥١
سورة عبس مكية وآيها ثنتان وأربعون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (عبس وتولى) * * (أن جاءه الأعمى) * روي أن ابن أم مكتوم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده صناديد قريش يدعوهم إلى الإسلام فقال يا رسول الله علمني مما علمك الله وكرر ذلك ولم يعلم تشاغله بالقوم فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه وعبس وأعرض عنه فنزلت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه ويقول إذا رآه مرحبا بمن عاتبني فيه ربي واستخلفه على المدينة مرتين وقرئ عبس بالتشديد للمبالغة و * (أن جاءه) * علة ل * (تولى) * أو * (عبس) * على اختلاف المذهبين وقرئ آأن بهمزتين وبألف بينهما بمعنى ألئن جاءه الأعمى فعل ذلك وذكر الأعمى للإشعار بعذره في الإقدام على قطع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقوم والدلالة على أنه أحق بالرأفة والرفق أو لزيادة الإنكار كأنه قال تولى لكونه أعمى كالالتفات في قوله * (وما يدريك لعله يزكى) * أي وأي شيء يجعلك داريا بحاله لعله يتطهر من الآثام بما يتلقف منك وفيه إيماء بأن إعراضه كان لتزكية غيره
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»