تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٥١١
* (قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن) * على شرط أن تعلمني وهو في موضع الحال من الكاف * (مما علمت رشدا) * علما ذا رشد وهو إصابة الخير وقرأ البصريان بفتحتين وهما لغتان كالبخل والبخر وه مفعول * (تعلمن) * ومفعول * (علمت) * العائد المحذوف وكلاهما منقولان من علم الذي له مفعول واحد ويجوز أن يكون رشدا علة لا تبعد أو مصدر إضمار فعله ولا ينافي نبوته وكنه صاحب شريعة أن يتعلم من غيره ما لم يكن شرطا ي أبواب الدين فإن الرسول ينبغي أن يكون اعلم ممن أرسل إليه فيما بعث به من أصول الدين وفروعه لا مطلقا وقد راعى في ذلك في غاية التواضع والأدب فاستجهل نفسه واستأذن أن يكون تابعا له وسأل منه أن يرشده وينعم عليه بتعليم بعض ما أنعم الله عليه * (قال إنك لن تستطيع معي صبرا) * نفى عنه استطاعة الصبر معه على وجوه من التأكيد كأنها مما لا يصح ولا يستقيم وعلل ذلك واعتذر عنه بقوله * (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) * أي وكيف تصبر وأنت نبي على ما أتولى من أمور ظواهرها مناكير وبواطنها لم يحط بها خبرك وخبرا تمييزا أو مصدر لأن لم تحط به بمعنى لم تخبره
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 ... » »»