تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٥١٠
رقد عندها موسى وقيل هي الصخرة التي دون نهر الزيت * (فإني نسيت الحوت) * فقدته أو نسيت ذكره بما رأيت منه * (وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره) * أي وما أنساني ذكره إلا الشيطان فإنه * (أن أذكره) * بدل من الضمير وقرئ (أن أذكركه) وهو اعتذار عن نسيانه بشغل الشيطان له بوساوسه والحال وإن كانت عجيبة لا ينسى مثلها لكنه لما ضري بمشاهدة أمثالها عند موسى وألفها قل اهتمامه بها ولعله نسي ذلك لاستغراقه في الاستبصار وانجاب شراشره إلى جناب القدس بما عراه من مشاهدة الآيات الباهرة وإنما نسبه إلى الشيطان هضما لنفسه أو لأن عدم احتمال القوة للجانبين واشتغالها بإحداهما عن الآخر يعد من نقصان * (واتخذ سبيله في البحر عجبا) * سبيلا عجبا وهو كونه كالسرب أو اتخاذا عجبا والمفعول الثاني هو الظرف وقيل هو مصدر فعله المضمر أي قال في آخر كلامه أو موسى في جوابه عجبا تعجبا من تلك الحال وقيل الفعل لموسى أي اتخذ موسى سبيل الحوت في البحر عجبا * (قال ذلك) * أي أمر الحوت * (ما كنا نبغ) * نطلب لأنه امارة المطلوب * (فارتدا على آثارهما) * فرجعا في الطريق الذي جاءا فيه * (قصصا) * يقصان قصصا أن يتبعان آثارهما ابتاعا أو مقتصين حتى اتيا الصخرة * (فوجدا عبدا من عبادنا) * الجهور على أنه الخضر عليه السام واسمه بلي بن ملكان وقيل اليسع وقيل اليأس * (آتيناه رحمة من عندنا) * هي الوحي والنبوة * (وعلمناه من لدنا علما) * مما يختص بنا ولا يعلم إلا بتوفيقنا وهو علم الغيوب
(٥١٠)
مفاتيح البحث: النسيان (1)، اليأس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 ... » »»