تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٥٠٠
وجزع مما دهاه وقيل * (هنالك) * إشارة إلى الآخرة وقرأ أبو عمرو والكسائي * (الحق) * بالرفع صفة للولاية وقرئ بالنصب على المصر المؤكد وقرأ عاصم وحمزة * (عقبا) * بالسكون وقرئ * (عقبى) * وكلها بمعنى العاقبة * (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا) * واذكر لهم ما يشبه الحياة الدنيا في زهرتها وسرعة زوالها أو صفتها الغريبة * (كماء) * هي كماء ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا ل * (اضرب) * على أنه بمعنى صير * (أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض) * فالتفت بسببه وخالط بعضه بعضا من كثرته وتكاثفه أو نجع في النبات حتى روى ورف وعلى هذا كان حقه فاختلط بنبات الأرض لكنه لما كان كل من المختلطين موصوفا بصفة صاحبه عكس للمبالغة في كثرته * (فأصبح هشيما) * مهشوما مكسورا * (تذروه الرياح) * تفرقه وقرئ (تذريه) من اذرى والمشبه به ليس الماء ولا حاله بل الكيفية المنتزعة من الجملة وهي حال النبات المنبت بالماء يكون اخضر وارفا ثم هشيما تطيره الرياح فيصير كأن لم يكن * (وكان الله على كل شيء) * من الانشاء والافناء * (مقتدرا) * قادرا * (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) * يتزين بها الإنسان في دنياه وتفنى عنه عما قريب * (والباقيات الصالحات) * واعمال الخيرات التي تبقى له ثمرتها ابد الآباد ويندرج فيها ما
(٥٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 ... » »»