تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٩
عليهم العدو إذا جاءهم مستعليا عليهم * (فأصبح يقلب كفيه) * ظهرا لبطن تلهفا وتحسرا * (على ما أنفق فيها) * في عمارتها وهو متعلق ب * (يقلب) * لان تقليب الكفين كناية عن الندم فكأنه قيل فأصبح يندم أو حال أي متحسرا على ما انفق فيها * (وهي خاوية) * ساقطة * (على عروشها) * بأن سقطت عروشها على الأرض وسقطت الكروم فوقها عليها * (ويقول) * عطف على * (يقلب) * أو حال من ضميره * (يا ليتني لم أشرك بربي أحدا) * كأنه تذكر موعظة أخيه وعلم أنه أتى من قبل شركة فتمنى لو لم يكن مشركا فلم يهلك الله بستانه ويحتمل أن يكون توبة من الشرك وندما على ما سبق منه * (ولم تكن له فئة) * وقرأ حمزة والكسائي بالياء لتقدمه * (ينصرونه) * يقدرون نصره بدفع الاهلاك أو رد المهلك أو الاتيان بمثله * (من دون الله) * فإنه القادر على ذلك وحده * (وما كان منتصرا) * وما كان ممتنعا بقوته عن انتقام الله منه * (هنالك) * في ذلك المقام وتلك الحال * (الولاية لله الحق) * النصرة له وحده لا يقدر عليها غير تقديرا لقوله * (ولم تكن له فئة ينصرونه) * أو نصر فيها أولياءه المؤمنين على الكفرة كما نصر فيما فعل بالكافر أخاه المؤمن ويعضده قوله * (هو خير ثوابا وخير عقبا) * أي لأوليائه وقرأ حمزة والكسائي بالكسر ومعناه السلطان والملك أي هناك السلطان له لا يغلب ولا يمنع منه أو لا يعبد غيره كقوله تعالى * (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين) * فيكون تنبيها على أن قوله * (يا ليتني لم أشرك) * كان عن اضطرار
(٤٩٩)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)، المنع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 ... » »»