تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٥
للشيطان والمعنى نهيهم عن اتباعه والافتنان به * (ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما) * حال من * (أخرج أبويكم) * أو من فاعل * (اخرج) * واسناد النزع إليه للتسبب * (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) * تعليل للنهي وتأكيد للتحذير من فتنته وقبيله جنوده ورؤيتهم إيانا من حيث لا نراهم في الجملة لا تقتضي امتناع رؤيتهم وتمثلهم لنا * (إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون) * بما وجدنا بينهم من التناسب أو بإرسالهم عليهم وتمكينهم من خذلانهم وحملهم على ما سولوا لهم والآية مقصود القضة وفذلكة الحكاية * (وإذا فعلوا فاحشة) * فعلة متناهية في القبح كعبادة الصنم وكشف العورة في الطواف * (قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها) * اعتذروا واحتجوا بأمرين تقليد الآباء والافتراء على الله سبحانه وتعالى فأعرض عن الأول لظهور فساده ورد الثاني بقوله * (قل إن الله لا يأمر بالفحشاء) * لأن عادته سبحانه وتعالى جرت على الأمر بمحاسن الأفعال والحث على مكارم الخصال ولا دلالة عليه على أن أقبح الفعل بمعنى ترتب الذم عليه آجلا عقلي فإن المراد بالفاحشة ما ينفر عنه الطبع السليم ويستنقصه العقل المستقيم وقيل هما جوابا سؤالين مترتبين كأنه قيل لهم لما فعلوها لم فعلتم فقالوا وجدنا عليها آباءنا فقيل ومن أين أخذ آباؤكم فقالوا الله أمرنا بها وعلى الوجهين يمتنع التقليد إذا قام الدليل على خلافه لا مطلقا * (أتقولون على الله ما لا تعلمون) * انكار يتضمن النهي عن الافتراء على الله تعالى
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»