وتناهي حكمته قيل هذا حجاج على من زعم أن عيسى كان ربا فإن وفد نجران لما حاجوا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت السورة من أولها إلى نيف وثمانين آية تقريرا لما احتج به عليهم وأجاب عن شبههم * (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات) * أحكمت عبارتها بأن حفظت من الإجمال والاحتمال * (هن أم الكتاب) * أصله يرد إليها غيرها والقياس أمهات فأفرد على تأويل كل واحدة أو على أن الكل بمنزلة آية واحدة * (وأخر متشابهات) * محتملات لا يتضح مقصودها لإجمال أو مخالفة ظاهر إلا بالفحص والنظر ليظهر فيها فضل العلماء ويزداد حرصهم على أن يجتهدوا في تدبرها وتحصيل العلوم المتوقف عليها استنباط المراد بها فينالوا بها وبإتعاب القرائح في استخراج معانيها والتوفيق بينها وبين المحكمات معالي الدرجات وأما قوله تعالى * (الر كتاب أحكمت آياته) * فمعناه أنها حفظت من فساد المعنى وركاكة اللفظ وقوله * (كتابا متشابها) * فمعناه أنه يشبه بعضه بعضا في
(٧)