قبلها من حيث إنها تصوير الروح بالعلم وتربيته وما قبلها في تصوير الجسد وتسويته أو أنها جواب عن تشبث النصارى بنحو قوله تعالى * (وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه) * كما أنه جواب عن قوله لا أب له غير الله فتعين أن يكون هو أباه تعالى مصور الأجنة كيف يشاء فيصور من نطفة أب ومن غيرها وبأنه صوره في الرحم والمصور لا يكون أب المصور * (ربنا لا تزغ قلوبنا) * من مقال الراسخين وقيل استئناف والمعنى لا تزغ قلوبنا عن نهج الحق إلى اتباع المتشابه بتأويل لا ترتضيه قال صلى الله عليه وسلم قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه على الحق وإن شاء أزاغه عنه وقيل لا تبلنا ببلايا تزيغ فيها قلوبنا * (بعد إذ هديتنا) * إلى الحق والإيمان بالقسمين من المحكم والمتشابه وبعد نصب على الظرف وإذ في موضع الجر بإضافته إليه وقيل إنه بمعنى إن * (وهب لنا من لدنك رحمة) * تزلفنا إليك ونفوز بها عندك أو توفيقا للثبات على الحق
(١٠)