تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٣
* (ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس) * مكتوبا في ورق * (فلمسوه بأيديهم) * فمسوه وتخصيص اللمس لأن التزوير لا يقع فيه فلا يمكنهم أن يقولوا إنما سكرت أبصارنا ولأنه يتقدمه الإبصار حيث لا مانع وتقييده بالأيدي لدفع التجوز فإنه قد يتجوز به للفحص كقوله * (وأنا لمسنا السماء) * * (لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين) * تعنتا وعنادا * (وقالوا لولا أنزل عليه ملك) * هلا أنزل معه ملك يكلمنا أنه نبي كقوله * (لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا) * * (ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر) * جواب لقولهم وبيان هو المانع مما اقترحوه والخلل فيه والمعنى أن الملك لو أنزل بحيث عاينوه كما اقترحوا لحق إهلاكهم فإن سنة الله قد جرت بذلك فيمن قبلهم * (ثم لا ينظرون) * بعد نزوله طرفة عين * (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون) * جواب ثان إن جعل الهاء للمطلوب وإن جعل للرسول فهو جواب اقتراح ثان فإنهم تارة يقولون لولا أنزل عليه ملك وتارة يقولون لو شاء ربنا لأنزل ملائكة والمعنى ولو جعلنا قرينا لك ملكا يعاينونه أو الرسول ملكا لمثلناه رجلا كما مثل جبريل في صورة دحية الكلبي فإن القوة
(٣٩٣)
مفاتيح البحث: اللبس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»