تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٢
* (وما تأتيهم من آية من آيات ربهم) * * (من) * الأولى مزيدة للاستغراق والثانية للتبعيض أي ما يظهر لهم دليل قط من الأدلة أو معجزة من المعجزات أو آية من آيات القرآن * (إلا كانوا عنها معرضين) * تاركين للنظر فيه غير ملتفتين إليه * (فقد كذبوا بالحق لما جاءهم) * يعني القرآن وهو كاللازم ما قبله كأنه قيل إنهم لما كانوا معرضين عن الآيات كلها كذبوا بها لما جاءهم أو كدليل عليه على معنى أنهم لما أعرضوا عن القرآن وكذبوا به وهو أعظم الآيات فكيف لا يعرضون عن غيره ولذلك رتب عليه بالفاء * (فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون) * أي سيظهر لهم ما كانوا به يستهزئون عند نزول العذاب بهم في الدنيا والآخرة أو عند ظهور الإسلام وارتفاع أمره * (ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن) * أي من أهل زمان والقرن مدة أغلب أعمار الناس وهي سبعون سنة وقيل ثمانون وقيل القرن أهل عصر فيه نبي أو فائق في العلم قلت المدة أو كثرت واشتقاقه من قرنت * (مكناهم في الأرض) * جعلنا لهم فيها مكانا وقررناهم فيها وأعطيناهم من القوى والآلات ما تمكنوا بها من أنواع التصرف فيها * (ما لم نمكن لكم) * ما لم نجعل لكم من السعة وطول المقام يا أهل مكة ما لم نعطكم من القوة والسعة في المال والاستظهار في العدد والأسباب * (وأرسلنا السماء عليهم) * أي المطر أو السحاب أو المظلة إن مبدأ المطر منها * (مدرارا) * أي مغزارا * (وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم) * فعاشوا في الخصب والريف بين الأنهار والثمار * (فأهلكناهم بذنوبهم) * أي لم يغن ذلك عنهم شيئا * (وأنشأنا) * وأحدثنا * (من بعدهم قرنا آخرين) * بدلا منهم والمعنى أنه سبحانه وتعالى كما قدر على أن يهلك من قبلكم كعاد وثمود وينشىء مكانهم يعمر به بلاده يقدر أن يفعل ذلك بكم
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»