تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٣٩١
وإبقائها ما يشاء كان أقدر على جمع تلك المواد وإحيائها ثانيا فالآية الأولى دليل التوحيد والثانية دليل البعث والامتراء الشك وأصله المري وهو استخراج اللبن من الضرع * (وهو الله) * الضمير لله سبحانه وتعالى و * (الله) * خبره * (في السماوات وفي الأرض) * متعلق باسم * (الله) * والمعنى هو المستحق للعبادة فيهما لا غير كقوله سبحانه وتعالى * (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) * أو بقوله * (يعلم سركم وجهركم) * والجملة خبر ثان أو هي الخبر و * (الله) * بدل ويكفي لصحة الظرفية كون المعلوم فيهما كقولك رميت الصيد في الحرم إذا كنت خارجه والصيد فيه أو ظرف مستقر وقع خبرا بمعنى أنه سبحانه وتعالى لكمال علمه بما فيهما كأنه فيهما ويعلم سركم وجهركم بيان وتقرير له وليس متعلقا بالمصدر لأن صفته لا تتقدم عليه * (ويعلم ما تكسبون) * من خير أو شر فيثيب عليه ويعاقب ولعله أريد بالسر والجهر ما يخفى وما يظهر من أحوال الأنفس وبالمكتسب أعمال الجوارح
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»