تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٥
المستقبل أفاد التحضيض * (لبئس ما كانوا يصنعون) * أبلغ من قوله لبئس ما كانوا يعملون من حيث إن الصنع عمل الإنسان بعد تدرب فيه وترو وتحري إجادة ولذلك ذم به خواصهم ولأن ترك الحسنة أقبح من مواقعة المعصية لأن النفس تلتذ بها وتميل إليها ولا كذلك ترك الإنكار عليها فكان جديرا بأبلغ الذم * (وقالت اليهود يد الله مغلولة) * أي هو ممسك يقتر بالرزق وغل اليد وبسطها مجاز عن البخل والجود ولا قصد فيه إلى إثبات يد وغل وبسط ولذلك يستعمل حيث لا يتصور ذلك كقوله (جاد الحمى بسط اليدين بوابل شكرت نداه تلاعه ووهاده) ونظيره من المجازات المركبة شابت لمة الليل وقيل معناه إنه فقير لقوله تعالى * (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) * * (غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا) * دعاء عليهم بالبخل والنكد أو بالفقر والمسكنة أو بغل الأيدي حقيقة يغلون أسارى في الدنيا ومسحوبين إلى النار في الآخرة فتكون المطابقة من حيث اللفظ وملاحظة الأصل كقولك سبني سب الله دابره * (بل يداه مبسوطتان) * ثنى اليد مبالغة في الرد ونفي البخل
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»