تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٢
وضح واستدل به على أنا غير متعبدين بالشرائع المتقدمة * (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) * جماعة متفقة على دين واحد في جميع الأعصار من غير نسخ وتحويل ومفعول لو شاء محذوف دل عليه الجواب وقيل المعنى لو شاء الله اجتماعكم على الإسلام لأجبركم عليه * (ولكن ليبلوكم في ما آتاكم) * من الشرائع المختلفة المناسبة لكل عصر وقرن هل تعملون بها مذعنين لها معتقدين أن اختلافها بمقتضى الحكمة الإلهية أم تزيغون عن الحق وتفرطون في العمل * (فاستبقوا الخيرات) * فابتدروها انتهازا للفرصة وحيازة لفضل السبق والتقدم * (إلى الله مرجعكم جميعا) * استئناف فيه تعليل الأمر بالاستباق ووعد ووعيد للمبادرين والمقصرين * (فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) * بالجزاء الفاصل بين المحق والمبطل والعامل والمقصر * (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) * عطف على الكتاب أي أنزلنا إليك الكتاب والحكم أو على الحق أي أنزلناه بالحق وبأن احكم ويجوز أن يكون جملة بتقدير وأمرنا أن أحكم * (ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) * أي أن يضلوك ويصرفوك عنه وأن بصلته بدل من هم بدل الاشتمال أي احذر فتنتهم أو مفعول له أي احذرهم مخافة أن يفتنوك روي أن أحبار اليهود قالوا اذهبوا بنا إلى محمد لعلنا نفتنه عن دينه فقالوا يا محمد قد عرفت أنا أحبار اليهود وأنا إن اتبعناك اتبعنا اليهود كلهم إن بيننا وبين قومنا خصومة فنتحاكم إليك فتقضي لنا عليهم ونحن نؤمن بك ونصدقك فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت * (فإن تولوا) * عن الحكم المنزل وأرادوا غيره * (فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم) *
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»