تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٥
دائرة من دوائر الزمان بأن ينقلب الأمر وتكون الدولة للكفار روي أن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي موالي من اليهود كثيرا عددهم وإني أبرأ إلى الله وإلى رسوله من ولايتهم وأوالي الله ورسوله فقال ابن أبي إني رجل أخاف الدوائر ولا أبرأ من ولاية موالي فنزلت * (فعسى الله أن يأتي بالفتح) * لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أعدائه وإظهار المسلمين * (أو أمر من عنده) * يقطع شأفة اليهود من القتل والإجلاء أو الأمر بإظهار أسرار المنافقين وقتلهم * (فيصبحوا) * أي هؤلاء المنافقون * (على ما أسروا في أنفسهم نادمين) * على ما استبطنوه من الكفر والشك في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فضلا عما أظهروه مما أشعر على نفاقهم * (ويقول الذين آمنوا) * بالرفع قراءة عاصم وحمزة والكسائي على أنه كلام مبتدأ ويؤيده قراءة ابن كثير ونافع وابن عامر مرفوعا بغير واو على أنه جواب قائل يقول فماذا يقول المؤمنون حينئذ وبالنصب قراءة أبي عمرو ويعقوب عطفا على أن يأتي باعتبار المعنى وكأنه قال عسى أن يأتي الله بالفتح ويقول الذين آمنوا أو يجعله بدلا من اسم الله تعالى داخلا في اسم عسى مغنيا عن الخبر بما تضمنه من الحدث أو على الفتح بمعنى عسى الله أن يأتي بالفتح وبقول المؤمنين فإن الإتيان بما يوجبه كالإتيان به * (أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم) *
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»