تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٤
(وما ذكر فإن يسمن فأنثى شديد الأزم ليس له ضروس) فإنه عنى القراد وهو ما كان صغيرا سمي قرادا فإذا كبر سمي حلمة أو لأنها كانت جمادات والجمادات تؤنث من حيث إنها ضاهت الإناث لا نفعا لها ولعله سبحانه وتعالى ذكرها بهذا الاسم تنبيها على أنهم يعبدون ما يسمونه إناثا لأنه ينفعل ولا يفعل ومن حق المعبود أن يكون فاعلا غير منفعل ليكون دليلا على تناهي جهلهم وفرط حماقتهم وقيل المراد الملائكة لقولهم الملائكة بنات الله سبحانه وتعالى وهو جمع أنثى كرباب وربى وقرئ * (أنثى) * على التوحيد وأننا على أنه جمع أنيث كخبث وخبيث ووثنا بالتخفيف ووثنا بالتثقيل وهو جمع وثن كأسد وأسد وأسد وأثنا اثنا بهما على قلب الواو لضمها همزة * (وإن يدعون) * وإن يعبدون بعبادتها * (إلا شيطانا مريدا) * لأنه الذي أمرهم بعبادتها وأغراهم عليها فكأن طاعته في ذلك عبادة له والمارد والمريد الذي لا يعلق بخير وأصل التركيب للملابسة ومنه * (صرح ممرد) * وغلام أمرد وشجرة مرداء للتي تناثر ورقها * (لعنة الله) * صفة ثانية للشيطان * (وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا) * عطف عليه أي شيطانا مريدا جامعا بين لعنة الله وهذا القول الدال على فرط عداوته للناس وقد برهن سبحانه وتعالى أولا على أن الشرك ضلال في الغاية على سبيل التعليل
(٢٥٤)
مفاتيح البحث: الضلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»