تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ١٨٨
فهو كافر لنعمة الله وما كان كافرا لنعمة الله فله عذاب يهينه كما أهان النعمة بالبخل والإخفاء والآية نزلت في طائفة من اليهود كانوا يقولون للأنصار تنصيحا لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر وقيل في الذين كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم * (والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس) * عطف على الذين يبخلون أو الكافرين وإنما شاركهم في الذم والوعيد لأن البخل والسرف الذي هو الإنفاق لا على من ينبغي من حيث إنهما طرفا إفراط وتفريط سواء في القبح واستجلاب الذم أو مبتدأ خبره محذوف مدلول عليه بقوله * (ومن يكن الشيطان له قرينا) * * (ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) * ليتحروا بالإنفاق مراضيه وثوابه وهم مشركو مكة وقيل هم المنافقون * (ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا) * تنبيه على أن الشيطان قرنهم فحملهم على ذلك وزينة لهم كقوله تعالى * (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) * والمراد إبليس وأعوانه الداخلة والخارجة ويجوز أن يكون وعيدا لهم بأن يقرن بهم الشيطان في النار * (وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا من ما رزقهم الله) * أي وما الذي عليهم أو أي تبعه تحيق بهم بسبب الإيمان والإنفاق في سبيل الله وهو توبيخ لهم على
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»