الجهة تجارة * (ولا تقتلوا أنفسكم) * بالبخع كما تفعله جهلة الهند أو بإلقاء النفس إلى التهلكة ويؤيده ما روي أن عمرو بن العاص تأوله التيمم لخوف البرد فلم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم أو بارتكاب ما يؤدي إلى قتلها أو باقتراف ما يذلها ويرديها فإنه القتل الحقيقي للنفس وقيل المراد بالأنفس من كان من أهل دينهم فإن المؤمنين كنفس واحدة جمع في التوصية بين حفظ النفس والمال الذي هو شقيقها من حيث إنه سبب قوامها استبقاء لهم ريثما تستكمل النفوس وتستوفى فضائلها رأفة بهم ورحمة كمال أشار إليه بقوله * (إن الله كان بكم رحيما) * أي أمر ما أمر ونهى عما نهى لفرط رحمته عليكم وقيل معناه إنه كان بكم يا أمة محمد رحيما لما أمر بني إسرائيل بقتل الأنفس ونهاكم عنه * (ومن يفعل ذلك) * إشارة إلى القتل أو ما سبق من المحرمات * (عدوانا وظلما) * إفراطا في التجاوز عن الحق وإتيانا بما لا يستحقه وقيل أراد بالعدوان التعدي على الغير
(١٧٧)