تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ١٨٥
سرتك وإن أمرتها أطاعتك وإن غبت عنها حفظتك في مالها ونفسها وتلا الآية وقيل لأسرارهم * (بما حفظ الله) * بحفظ الله إياهن بالأمر على حفظ الغيب والحث عليه بالوعد والوعيد والتوفيق له أو بالذي حفظه الله لهن عليهم من المهر والنفقة والقيام بحفظهن والذب عنهن وقرئ * (بما حفظ الله) * بالنصب على أن ما موصولة فإنها لو كانت مصدرية لم يكن لحفظ فاعل والمعنى بالأمر الذي حفظ حق الله وطاعته وهو التعفف والشفقة على الرجال * (واللاتي تخافون نشوزهن) * عصيانهن وترفعهن عن مطاوعة الأزواج من النشز * (فعظوهن واهجروهن في المضاجع) * في المراقد فلا تدخلوهن تحت اللحف أو لا تباشروهن فيكون كناية عن الجماع وقيل المضاجع المبايت أي لا تباينوهن * (واضربوهن) * يعني ضربا غير مبرح ولا شائن والأمور الثلاثة مرتبة ينبغي أن يتدرج فيها * (فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا) * بالتوبيخ والإيذاء والمعنى فأزيلوا عنهن التعرض واجعلوا ما كان منهن كأن لم يكن فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له * (إن الله كان عليا كبيرا) * فاحذروه فإنه أقدر عليكم منكم على من تحت أيديكم أو أنه على علو شأنه يتجاوز عن سيئاتكم ويتوب عليكم فأنتم أحق بالعفو عن أزواجكم أو أنه يتعالى ويتكبر أن يظلم أحدا أو ينقص حقه * (وإن خفتم شقاق بينهما) * خلافا بين المرأة وزوجها أضمرها وإن لم يجر ذكرهما
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»