تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ١٦٢
عصاة المؤمنين وبالذين يعملون السيئات المنافقون لتضاعف كفرهم وسوء أعمالهم وبالذين يموتون الكفار * (أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما) * تأكيد لعدم قبول توبتهم وبيان أن العذاب أعده لهم لا يعجزه عذابهم متى شاء والاعتداد التهيئة من العتاد وهو العدة وقيل أصله أعددنا فأبدلت الدال الأولى تاء * (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها) * كان الرجل إذا مات وله عصبة ألقى ثوبه على امرأته وقال أنا أحق بها ثم إن شاء تزوجها بصداقها الأول وإن شاء زوجها غيره وأخذ صداقها وإن شاء عضلها لتفتدي بما ورثت من زوجها فنهوا عن ذلك وقيل لا يحل لكم أن تأخذوهن على سبيل الإرث فتتزوجوهن كارهات لذلك أو مكرهات عليه وقرأ حمزة والكسائي * (كرها) * بالضم في مواضعه وهما لغتان وقيل بالضم المشقة وبالفتح ما يكره عليه * (ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن) * عطف على * (أن ترثوا) * ولا لتأكيد النفي أي ولا تمنعوهن من التزويج وأصل العضل التضييق يقال عضلت الدجاجة ببيضها وقيل الخطاب مع الأزواج كانوا يحبسون النساء من غير حاجة ورغبة حتى يرثوا منهن أو يختلعن بمهورهن وقيل تم الكلام بقوله كرها ثم خاطب الأزواج ونهاهم عن العضل * (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) * كالنشوز وسوء العشرة وعدم التعفف والاستثناء من أعم عام الظرف أو المفعول له تقديره ولا تعضلوهن للافتداء إلا وقت أن يأتين بفاحشة أو ولا تعضلوهن لعلة إلا أن يأتين بفاحشة وقرأ ابن كثير وأبو بكر * (مبينة) * هنا وفي الأحزاب والطلاق بفتح الياء والباقون بكسرها فيهن * (وعاشروهن بالمعروف) *
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»