تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٣١٩
* (واتقوا يوما) * أي ما فيه من الحساب والعذاب. * (لا تجزي نفس عن نفس شيئا) * لا تقضي عنها شيئا من الحقوق أو شيئا من الجزاء فيكون نصبه على المصدر وقرئ لا * (تجزي) * من أجزأ عنه إذا أغنى وعلى هذا تعين أن يكون مصدرا وإيراده منكرا مع تنكير النفسين للتعميم والإقناط الكلي والجملة صفة ليوما والعائد فيها محذوف تقديره لا تجزي فيه ومن لم يجوز حذف العائد المجرور قال اتسع فيه فحذف عنه الجار وأجري مجرى المفعول به ثم حذف كما حذف من قوله أم مال أصابوا. * (ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل) * أي من النفس الثانية العاصية أو من الأولى وكأنه أريد بالآية نفي أن يدفع العذاب أحد عن أحد من كل وجه محتمل فإنه إما أن يكون قهرا أو غيره والأول النصرة والثاني إما أن يكون مجانا أو غيره والأول أن يشفع له والثاني إما بأداءما كان عليه وهو أن يجزي عنه أو بغيره وهو أن يعطى عنه عدلا والشفاعة من الشفع كأن المشفوع له كان فردا فجعله الشفيع شفعا بضم نفسه إليه والعدل الفدية وقيل البدل وأصله التسوية سمي به الفدية لأنها سميت بالمفدى وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ولا تقبل بالتاء.
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»