تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٢٩٨
أذهبهما ويعضده قراءة حمزة فأزلهما وهما متقاربان في المعنى غير أن أزل يقتضي عثرة مع الزوال وإزلاله قوله * (هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) * وقوله * (ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين) * ومقاسمته إياها بقوله * (إني لكما لمن الناصحين) * واختلف في أنه تمثل لهما فقاولهما بذلك أو ألقاه إليهما على طريق الوسوسة وأنه كيف توصل إلى إزلالهما بعدما قيل له * (فأخرج منها فإنك رجيم) * فقيل إنه منع من الدخول على جهة التكرمة كما كان يدخل مع الملائكة ولم يمنع أن يدخل للوسوسة ابتلاء لآدم وحواء وقيل قام عند الباب فناداهما وقيل تمثل بصورة دابة فدخل ولم تعرفه الخزنة وقيل دخل في فم الحية حتى دخلت به وقيل أرسل بعض أتباعه فأزلهما والعلم عند الله سبحانه وتعالى. * (فأخرجهما مما كانا فيه) * أي من الكرامة والنعيم. * (وقلنا اهبطوا) * خطاب لآدم عليه الصلاة والسلام وحواء لقوله سبحانه وتعالى * (قال اهبطا منها جميعا) * وجمع الضمير لأنهما أصلا الجنس فكأنهما الإنس كلهم أو هما وإبليس أخرج منها ثانيا بعدما كان يدخلها للوسوسة أو دخلها مسارقة أو من السماء * (بعضكم لبعض عدو) * حال استغني فيها عن الواو بالضمير والمعنى متعادين يبغي بعضكم على بعض بتضليله.
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»