تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٢٨٢
* (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) * تعجب من أن يستخلف لعمارة الأرض وإصلاحها من يفسد فيها أو يستخلف مكان أهل الطاعة أهل المعصية واستكشاف عما خفي عليهم من الحكمة التي بهرت تلك المفاسد وألغتها واستخبار عما يرشدهم ويزيح شبهتهم كسؤال المتعلم معلمه عما يختلج في صدره وليس باعتراض على الله تعالى جلت قدرته ولا طعن في بني آدم على وجه الغيبة فإنهم أعلى من أن يظن بهم ذلك لقوله تعالى * (بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) * وإنما عرفوا ذلك بإخبار من الله تعالى أو تلق من اللوح أو استنباط عما ركز في عقولهم أن العصمة من خواصهم أو قياس لأحد الثقلين على الآخر والسفك والسبك والسفح والشن أنواع من الصب فالسفك يقال في الدم والدمع والسبك في الجواهر المذابة والسفح في الصب من أعلى والشن في الصب من فم القربة ونحوها وكذلك السن وقريء * (ويسفك) * على البناء للمفعول فيكون الراجع إلى * (من) * سواء جعل موصولا أو موصوفا محذوفا أي يسفك الدماء فيهم. * (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) * حال مقررة لجهة الإشكال كقولك أتحسن إلى أعدائك وأنا الصديق المحتاج القديم والمعنى أتستخلف عصاة ونحن معصومون أحقاء بذلك والمقصود منه الاستفسار عما رجحهم ومع ما هو متوقع منهم على الملائكة
(٢٨٢)
مفاتيح البحث: الصدق (1)، الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»